تأمل

فى لقطة تأمل من ازدحام الحياه وهوج الاناس شهد قطار صغير خارج من محطة الاسكندرية متجه الى القاهره صبى فى سن الرابعة عشر من عمره يحمل فى يده قلم رصاص وأوراق بيضاء لكى يرسم منظر بديع من شباك القطار وعندما بدأ الصبى فى الرسم والتأمل فتح النافذه قليلا عله يلتقط صوره تسهل عليه طول التفكير وعمق الخيال كان يجلس بجوار الصبى شيخ عجوز ظهرت عليه علامات البروده والانكماش فاستأذن الصبى فى غلق النافذه ولو لشئ قليل فكان على الصبى من الادب ان يغلق النافذة تماما رحمة واشفاقا بحال العجوز رغم أنه لم يشعر بالبرد مطلقا أخذ الصبى يتأمل هذا الموقف كما يتأمل المناظر الطبيعيه التى يرسمها ويقول كيف لهذا العجوز أن ينكمش هكذا ويهزه قليلا من الهواء وأنا لم أشعر بشئ من هذا على الاطلاق فسرعان ما أتته الاجابه فهى لم تخيب رجاه فى تلك اللحظه "انه السن يا ولدى " فأنت صبى صغير مثل الورده المتفتحه فى رونق شبابها تفتح اوراقها للنور للشمس أماهذا فكان مثلك هكذا ولكنه الأن أصبح ذابلا لم تعد تلك النضاره التى كانت من قبل فهكذا الدنيا لا تثبت على حال لكى تمنحنا فرص للتأمل
وأخذ العظه والعبره فالتأمل ليس فقط فى الرسم أو سماع صوت جميل انما هو تأمل فى كل شئ وعند هذه اللحظه أحس الصبى بوقوف القطار فارتدى معطفه ولكنه كان خفيفا فلم يحميه من البرد كثيرا وبدأ فى السير بخطوات متثاقله وتنفسه بصعوبه كان متعجبا ولكنه استسلم له وقال ربما يكون من هذه البروده ولا حظ أن الأناس يتخبطونه بلا احترام ولا صبرحتى يسير هذا المتباطئ فى السير وأحس فجأه ببرودة الهواء بشدة وكأنه يعصف به وحده فأخذ يشد على معطفه بقوه وهو منحنى الى الأمام وفجأه وهو مستمر فى السير اصطدم بلوح من الزجاج لم يكن يشاهده نظرا لهذا السير المنحنى وعندما رفع رأسه ليرى ما هذا الشئ المرتطم به وجد وجهه على لوح الزجاج وقد ظهر عليه العجز والضعف فتأمل النظر أكثر فأكثر وقد شحب وجهه, وابيضت عيناه,وضعفت قواه, ومال ظهره اكثر للانحناء وها قد خرجت صرخه من بين شفتاه معلنة الاعتراض " لا لست أنا هذا الشخص انما هذا هو الذى تركته بالقطار ………لا لست أنا لست أنا "وخلع عن نفسه المعطف واستقام ظهره واطلق صدره للرياح لحب الحياه التى لازالت مقبله عليه واتجهت نظراته للأمام مسابقة الزمن حتى تأخذ قسطها من الحياه كما أخذه السابقون
وأخذ العظه والعبره فالتأمل ليس فقط فى الرسم أو سماع صوت جميل انما هو تأمل فى كل شئ وعند هذه اللحظه أحس الصبى بوقوف القطار فارتدى معطفه ولكنه كان خفيفا فلم يحميه من البرد كثيرا وبدأ فى السير بخطوات متثاقله وتنفسه بصعوبه كان متعجبا ولكنه استسلم له وقال ربما يكون من هذه البروده ولا حظ أن الأناس يتخبطونه بلا احترام ولا صبرحتى يسير هذا المتباطئ فى السير وأحس فجأه ببرودة الهواء بشدة وكأنه يعصف به وحده فأخذ يشد على معطفه بقوه وهو منحنى الى الأمام وفجأه وهو مستمر فى السير اصطدم بلوح من الزجاج لم يكن يشاهده نظرا لهذا السير المنحنى وعندما رفع رأسه ليرى ما هذا الشئ المرتطم به وجد وجهه على لوح الزجاج وقد ظهر عليه العجز والضعف فتأمل النظر أكثر فأكثر وقد شحب وجهه, وابيضت عيناه,وضعفت قواه, ومال ظهره اكثر للانحناء وها قد خرجت صرخه من بين شفتاه معلنة الاعتراض " لا لست أنا هذا الشخص انما هذا هو الذى تركته بالقطار ………لا لست أنا لست أنا "وخلع عن نفسه المعطف واستقام ظهره واطلق صدره للرياح لحب الحياه التى لازالت مقبله عليه واتجهت نظراته للأمام مسابقة الزمن حتى تأخذ قسطها من الحياه كما أخذه السابقون