
البعض منا قد صام شهرا والبعض الأخر صام دهرا
فمن صام شهرا من صام رمضان ومن صام دهرا من أتبع صيامه ست من شوال
فتأمل أخى الفاضل ستة أيام بعد رمضان تعادل سنه يالها من رحمة وكرم لا مثيل له فما رأيك فيمن يضيع من بين يديه وأيامه فرصه كهذه من برأيك يكون هذا الشخص ان أردت أن تصفه
بقى من شهر شوال بعض ايام فالفائز من ادرك لأخرته عمل يشفع له على ما اقترفه فى دنياه
انما هى دنياك الفانيه وأخرتك المتبقيه والأمر لك
تأمل معى هذه الكلمات
أفضل النوافل ما كان قريباً من الفريضة ، كالسنن الرواتب للصلوات ، لذلك لما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أي الصوم أفضل بعد رمضان ؟ قال : (شعبان لتعظيم رمضان )[الترمذي ]
وقد تفضل الله عز وجل على عباده بمضاعفة الحسنات،فجعل الحسنة بعشر أمثالها ، فيكون الصائم لرمضان وستة أيام بعده كمن صام الـدهر كله ، وفي صحيح مسلم : ( من صام رمضان ، ثم أتبعه ستاً من شوال ، كان كصيام الدهر ) وفي مسند الإمام أحمد : قال صلى الله عليه وسلم : ( صيام رمضان بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بشهرين ، فذلك صيام سنة )
وقال الشيخ يوسف القرضاوي يجوز صومها متفرقة ، ولا يلزم فيها التتابع ، وإن كان التتابع أفضل
...ومن ثمرات صيام ست من شوال :
أنه أداء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو معاودة للطاعة بعد الطاعة
وهذا دليل قبول الأولى
وهو سدّ للخلل في الفريضة وإكمال لنقصها
وهو شكر لله على نعمة إتمام الصيام ، وهو إكمال لصيام الدهر .
*فوائد صيام ست من شوال*
ما من عمل نتكلف به الا ,ونتشوق لمعرفةالأجر الذى سنربحه منه لنتحفز وتقوى عزيمتنا وتعلو الهمه
فاليكم هذه الفوائد وأنا على يقين أن القرار بعده ( لن يفوتنا عظيم هذا الأجر ان شاء الله )
1 ـ إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
2 ـ إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
3 ـ إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
4 ـ إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره .
5 ـ أن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فيقول: {أفلا أكون عبداً شكورا}. وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك.
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام.
الحكم جميعها نرجوا سمعاها من السلف فهلا جعلنا فى أيامنا من أنفسنا مثل حى يقتدى به فى عبادته لله عز وجل
كما كان يقول رسولنا الكريم _صلى الله عليه وسلم _ ومن أعبد منى
ختاما
من اكرمه الله بالصحه فلا يبخل بها على نفسه ليوم حق على الله قدومه ومن أكرمه الله بالمال فلا يبخل به على نفسه من اتقاء نار حق علينا جميعا أن نوردها ( ومن منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) وهذا يعنى الصراط اتقى النار ولو بشق تمره ومن رزقه الله نعمة الوقت فلا يبخل به على نفسه فى استعمله فى أعمال تبيض وجهه يوم تسود فيه الوجوه ومن رزقه الله الشباب فلا يبخل به على نفسه فى تتويجه بتاج التقوى ليوم سيسأل فيه على شبابه فيما أبلاه
وأقول قولى هذا وأنا أشد له حاجة منكم
فادعوا لنا جميعا بالايمان والهدايه والثبات
وفقنا الله واياكم الى ما يحب ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولا يجعلنا ممن يقولون ولا يفعلون
_____________________________________